منتديات حسام للمعلومات
مرحبا في منتديات حسام للمعلومات
منتديات حسام للمعلومات
مرحبا في منتديات حسام للمعلومات
منتديات حسام للمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات حسام للمعلومات


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ..أن تصبح المدارس مصانع لبناء شخصيات المستقبل!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير

المدير


عدد المساهمات : 28
تاريخ التسجيل : 12/09/2009
الموقع : الجزائر

..أن تصبح المدارس مصانع لبناء شخصيات المستقبل! Empty
مُساهمةموضوع: ..أن تصبح المدارس مصانع لبناء شخصيات المستقبل!   ..أن تصبح المدارس مصانع لبناء شخصيات المستقبل! Emptyالثلاثاء سبتمبر 15, 2009 4:34 pm

هناك حاجة ماسة لإطلاق مبادرة لتجديد عميق للعملية التعليمية في العالم العربي، وذلك لأن التعليم لدينا غير واضح الأهداف وقليل الجدوى، والدليل هو ''مخرجات التعليم'' أي الشباب والشابات الذين يتخرجون في المرحلة الثانوية ولديهم القليل جدا من الحافز للانطلاق، ومن المهارات التي تساعدهم على أن يسلكوا طرق النجاح والتميز، أو حتى من فهم لماذا درسوا 12 عاما وماذا درسوا بالضبط.

هذا كان ملخص ما كتبت في الأسبوعين الماضيين بناء على حوار شخصي شيق مع خبير تطوير التعليم الدكتور عبد الله المفلح. ما أريد أن أضيفه في هذا المقال بأن المهارات سواء كانت مهارة البحث عن المعلومة واستباطها أو المهارات الأخرى التي تكفل للشاب أن يكون عنصرا فعالا في مجتمعه وقادرا على التميز والمنافسة مع الآخرين من داخل الوطن وخارجه، هذه المهارات ليست كافية ولا ينبغي التركيز عليها وحدها، بل ينبغي أيضا التركيز على ''بناء الشخصية'' وخلق الصفات التي تخلق جيلا عظيما، صفات الجدية والصدق والإيمان بما يفعله الإنسان والتصميم على تحقيق الأهداف مهما كانت العقبات والصبر والالتزام بالقيم التي يؤمن بها الإنسان والشجاعة والقدرة على العمل لساعات طويلة دون توقف والقدرة على كبح رغبات الذات وشهواتها وغيرها من الصفات التي تصنع الشخصية المميزة.

تعليمنا بلا شك عاجز تماما عن تحقيق هذه الأهداف، وباستثناء الدروس الدينية التي تتحدث عن هذه الصفات بشكل نظري وخال من التطبيق الحديث لها، فإن الحديث عن هذه الصفات معدوم تماما في مناهجنا التعليمية. هذا الأمر مستغرب لأن النظم التعليمية الآسيوية والغربية تتحدث كثيرا عن ''بناء الشخصية'' ولها تجارب كثيرة في هذا المجال، وهو كذلك مستغرب لأننا يفترض أن نكون أكثر من يؤمن ببناء الشخصية بحكم انتمائنا للثقافة الإسلامية التي كانت من أكثر الثقافات تشددا – من حيث المبدأ- في الاهتمام ببناء الشخصية الجادة والصبورة والشجاعة والبعيدة عن اللهو.

هناك عدة أسباب لهذه الظاهرة الغريبة في أنظمتنا التعليمية، ففضلا عن كونها أنظمة قائمة على تلقين المعلومات بشكل أساسي بعيدا عن التركيز على أي جوانب أعمق من ذلك، فإن هناك سببين أساسيين في رأيي لهذا الموضوع:

الأول: أن أنظمتنا التعليمية مستمدة في الأصل من أنظمة التعليم التي ولدت قبل عدة قرون في العالم الإسلامي على يد الأزهر في مصر، ثم تحول إلى نظام مدارس عام في مصر، لينتقل بعد ذلك على يد المصريين إلى مختلف العالم الإسلامي. في ذلك الزمن، وقبله عبر العصور الإسلامية، كان بناء الشخصية يتم عبر ''الإعداد للجهاد'' وعبر ظروف الحياة القاسية التي لم يكن من السهل تجاوزها دون الكثير من الرجولة والصبر والقدرة على تحمل المشاق والصعاب. لما جاء العصر الحديث حيث الحياة الأسهل والمؤسسة العسكرية المتخصصة، ضاع هذا الجانب من حياة الناس بينما بقي التعليم على حاله. باختصار تعليمنا نظامه تراثي وليس حديثا صمم لزمن لم يكن يحتاج المعلم إلى أن يبذل جهدا لبناء شخصية الإنسان لأن ظروف الحياة كانت كفيلة بذلك.

الثاني: ظروف الدول النامية بشكل عام من شرق آسيا إلى أمريكا اللاتينية تدفع الإنسان إلى الجوء للكذب والخداع والخوف حتى يستطيع الإنسان النجاح في حياته، وهذا يشمل المدرسين الذين يدخلون الفصل الدراسي وقد حصلوا على الوظيفة بعد الكثير من الواسطات والتملق والمجاملة، وهذا طبعا لا يؤهلهم للحديث عن بناء الشخصية وإعداد رجال المستقبل. حتى أولئك المدرسين الذين يتميزون بهذه الصفات الجميلة (وهم كثر بلا شك) فإنهم لم يتعلموا يوما الأساليب العملية لبناء الشخصية في الفصل الدراسي، ولو سألت المعلمين في أي دولة عربية عن أساليب بناء الشخصية في العملية التعليمية لما عرف 90 في المائة منهم على الأقل الجواب.

في اليابان هناك مقولة شائعة في المدارس (حسبما يقوله كتاب ''التربية في اليابان المعاصرة'' الصادر عن مكتب التربية العربي لدول الخليج) بأن من يدرس خمس ساعات على الأقل ينجح ومن يدرس أربع ساعات (في المنزل بعد العودة من المدرسة) يرسب، وهناك أمثلة أخرى تؤكد مدى حزم التعليم في اليابان بشكل يشرح بالضبط لماذا تصبح الشخصية اليابانية شخصية جادة قادرة على العمل الطويل دون ملل أو كلل. هناك أيضا تجارب كثيرة جدا اشتهرت بها المدارس الخاصة في أمريكا وأوروبا في بناء الشخصية الناجحة والفعالة، وهي تجارب تشبه ''التربية العسكرية'' في خلق الإنسان المنضبط والصادق والقادر على الارتفاع عن شهواته في سبيل تحقيق أهدافه وتطبيق مبادئه. الحديث عن تطوير التعليم حديث ذو شجون، والكثيرون قد كتبوا وبحثوا فيه أو حلموا بالمشاركة فيه، ويبقى السؤال الصعب جدا: كيف ومن أين نبدأ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ma3alim.alafdal.net
 
..أن تصبح المدارس مصانع لبناء شخصيات المستقبل!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات حسام للمعلومات :: المنتديات العامة :: الأقتصاد والأعمال-
انتقل الى: